هل الشركات تعرض نفسها للخسارة، أم أنها تأخذ فكرة العروض والخصومات كسبيل لكسب الأموال الطائلة؟ بل إن بعض الشركات تحاول خلال فترة العروض تعويض الخسائر المالية التي تعرضت لها طوال العام، ولكن السؤال الأهم هل العميل هو الذي يكون أذكى من الشركة عندما يقوم بشراء منتجاته خلال فترة العروض، أم أن الشركات هي التي تحاول خداع العملاء بفكرة الخصومات وأنها تعرض نفسها للخسارة لأجل مصلحة عملائها؟
هذا والكثير من التساؤلات المشابهة التي تدور في أذهان الكثير من العملاء خلال فترات العروض والخصومات سوف نقوم بالإجابة عنها وتوضيحها بشكل وافي في الفقرات التالية.
فكرة العروض والخصومات
في الحديث عن العروض والخصومات لابد من توضيح أن العروض نوعين، نوع حقيقي ويتم فيه بيع المنتج بسعر أقل من سعره الحقيقي بشكل فعلي، ونوع وهمي أي أن الشركات و البراندات العالمية والمحلية تحاول إقناع العملاء أنها تبيع منتجاتها بأسعار أقل ولكنها في واقع الأمر تحقق مكاسب مالية طائلة جراء تلك العروض.
العروض والخصومات تنتشر بكثرة في أوقات معينة خلال العام خاصة في نهاية العام، ولكن في واقع الأمر تقوم الشركات بوضع استراتيجية الخصومات والعروض في خطة تسعير المنتج منذ بداية وضع الخطة المالية له عند عرضه في السوق.
السعر الذي يتم بيع المنتج به في السوق يضم عدة أجزاء وهي:
- تكلفة إنتاج وتصنيع المنتجع نفسه باستخدام الأدوات والمواد الخام.
- الجزء المالي الخاص بعملية التسويق للمنتج، وتعتبر العروض والخصومات أحد أنواع التسويق للمنتجات.
- مكسب الشركة من بيع المنتج.
أي إنه إذا كان منتج ما سعر بيعه في السوق هو 10 جنيه وكانت تكلفة تصنيع المنتج هي 7 جنيه، فإن الشركة المصنعة للمنتج لا تربح منه 3 جنيه ولكنها تخصص منها 2 جنيه لعملية التسويق للمنتج، وفي بعض الحالات تقوم بعض الشركات بتخفيض قيمة تسويق المنتج من سعره عند البيع، كذلك فإن صافي ربح الشركة هو جنيه واحد كما سوف نوضح في الفقرات التالية.
اولا العروض الوهمية
- في ذلك النوع من العروض و الخصومات تتعامل بعض الشركات من منطلق أن فئة كبيرة من العملاء ليست على دراية بعملية بيع المنتج ومراحل تسعيره حتى وصوله للسعر النهائي الذي يباع به في الأسواق، لذلك في فترة العروض كما في شهر أكتوبر ونوفمبر تقوم الشركات بتغيير خطة تسعير المنتج ويتم رفع سعره من 10 إلى 15 جنيه، وتقوم بعمل خصم 30% عليه، أي أنه بعد الخصم يصبح سعر المنتج 10 جنيه بدلا من 15 جنيه.
- حيث يتم رفع سعر المنتج في خطة التسعير بدون معرفة العملاء، في حين أن سعر المنتج الأصلي في معظم أيام السنة وخارج العرض هو 10 جنيه، وقد يوجد الكثير من العملاء قد قاموا بشراء المنتج بسعره الأصلي 10 جنيه، ولكن الشركات التي تتبع ذلك النوع من العروض تأخذ فكرة العروض و الخصومات كعامل لكسب فئة أكبر من فئات وشرائح العملاء، ولكنه في واقع الأمر بالرغم من وجود عروض على منتجات تلك الشركات إلا أنها عروض زائفة وقد تجعل الشركات تخسر جزء كبير من عملائها.
العرض الوهمي المتخفي في صورة العرض الحقيقي
- ذلك النوع من العروض يكون محاولة ذكاء وخدعة من الشركات لعملائها في سبيل المحافظة على نسبة الأرباح وعدم التعرض لخسائر مالية، نفس المنتج الذي تكلفة إنتاجه 7 جنيه وتم تغيير خطة تسعيره ليتم بيعه ب 15 جنيه، تقوم الشركة بتغيير نسبة الخصم إلى 50% بدلا من 30% أي أن الشركة سوف تبيع المنتج للعميل بقيمة 8 جنيه بدلا من 10 جنيه.
- قد يبدو ذلك العرض وكأنه حقيقي وأن العميل سوف يقوم بشراء المنتج بنصف سعره داخل العرض، إلا أن الشركات قامت بتخفيض القيمة المالية المخصصة لتسويق المنتج في الخصومات في سبيل المحافظة على عدم تعرض الشركة لأي خسائر مالية، ويظهر ذلك النوع من العروض في المنتجات التي يتم فيها شراء قطعة والحصول على الثانية هدية.
- في كلا الحالتين فإن الشركات التي تعتمد بشكل كبير على تلك الأنواع من العروض فترة بقائها في السوق قصيرة وفرص المنافسة مع الشركات التي تعتمد على العروض الحقيقية قليلة جدا.
ثانيا العروض الحقيقية
في ذلك النوع من العروض و الخصومات تقوم الشركات بعمل خصومات فعلية وتقوم ببيع منتجاتها بسعر أقل من سعرها الأصلي، تظهر العروض الحقيقية في الحالات التالية:
1. حصة الشركة في السوق والمنافسة مع الشركات الأخرى
- تظهر تلك المنافسة بين الشركات التي تعمل في نفس المجال وتقوم بتقديم نفس المنتجات بنفس الجودة ونفس الأسعار، إلا أن بعض تلك الشركات يكون لديها قاعدة عملاء أكبر من الشركات الأخرى، لذلك تسعى الشركات التي لديها عملاء أقل إلى تقديم عروض وخصومات وبيع منتجاتها بسعر أقل من الشركات الأخرى في سبيل كسب فئات وشرائح أكثر من العملاء.
- قد يتضح بأن تلك الشركات تعرض نفسها للخسارة المالية، إلا أنها لم تخسر بشكل فعلي فهي تعوض الفاقد المالي بقاعدة عملاء أكبر سوف تعوضها ذلك الفاقد في أشهر قادمة، ويتضح ذلك في الشركات التي تدخل السوق حديثا حيث تحاول الوصول بمنتجاتها إلى أكبر عدد من العملاء في وقت قصير.
- ومن أمثلة الشركات التي لديها قاعدة عملاء كبيرة وتقدم منتجات ذات جودة عالية ولديها منافسة قوية في السوق المصري ومع ذلك نجدها في فترة العروض تقوم ببيع منتجاتها بخصومات حقيقية وأسعار مخفضة في التوكيل الرسمي لتاكي.
2. حرق البضاعة
والمقصود هنا أن الشركة أو البائع يتنازل عن مكسبه المادي في سبيل بيع أكبر كمية من المنتجات للتخلص من المنتجات المخزنة لديه، الأسباب التي تجعل الشركات تلجأ إلى منطلق حرق بضاعتها هي:
- أن تكون الشركة قد حققت خطة المبيعات لديها طول العام ووصلت إلى نسبة الربح المستهدفة لذلك تريد التخلص في نهاية العام من كمية المنتجات المتبقية لديها فتقوم ببيعها بأسعار مخفضة، يظهر ذلك في عروض الالكترونيات والأجهزة التي تصل العروض والخصومات عليها إلى 70% من سعرها الأصلي مع نهاية العام.
- إذا كانت المنتجات هي منتجات غذائية مثل القهوة وأوشك تاريخ صلاحيتها على الانتهاء، لذلك تلجأ الشركات إلى بيعها بسعر منخفض أو حتى نصف سعرها الأصلي.
- إذا كان إصدار أو موضة ذلك المنتج قد انتهت ويوجد منه إصدارات أحدث في السوق، في تلك الحالة تقوم الشركات بالتخلص من كميات المنتجات لديها من خلال عرضها بسعر أقل، كما يحدث مع أجهزة الأيفون والهواتف المحمولة عند نزول إصدار جديد منها.
- عند إستلام الشركة لشحنات منتجات جديدة ولا يوجد مكان لتخزينها لأن مخازن الشركة تكون معبأة بمنتجات قديمة، لذلك تلجأ تلك الشركات إلى التخلص من المنتجات القديمة عن طريق العروض والخصومات لتفريغ مكان للشحنات الجديدة، وذلك لأن الحصول على مخازن جديدة سوف يكلف الشركة قيمة مالية كبيرة، ونرى ذلك في عروض الملابس عند قدوم موسم الشتاء أو الصيف.
3. دورة رأس المال
- في تلك الاستراتيجية تقوم الشركة بوضع خطة مالية لمنتجاتها بشكل شهري، تكون تلك الخطة قائمة بشكل أساسي على توفير نسبة أرباح شهرية تستخدمها الشركة في شراء منتجات جديدة في الشهر القادم.
- ولكن في حالة عدم نجاح تلك الخطة ولم تصل الشركة إلى نسبة الأرباح المستهدفة طوال الشهر فإنها لا تملك السيولة المالية الكافية التي تمكنها من شراء منتجات جديدة، لذلك تلجأ الشركة إلى العروض والخصومات وأن تقوم ببيع منتجاتها بأسعار أقل للحصول على الفائض المالي لشراء منتجات جديدة.
عروض كارفور وكازيون غير موجودة في محلات البقالة الصغيرة
فكرة العروض و الخصومات هنا تعتمد على كمية المنتجات الموجودة والمخزنة داخل تلك الأسواق، فإن الأسواق الكبيرة مثل كارفور، أيكيا والهايبر ماركت الكبيرة عند شرائهم للمنتجات فإنها تعتمد على شراء شحنات كبيرة قد يصل حجمها إلى 100 ألف قطعة لنفس المنتج، بينما محلات البقالة الصغيرة تقوم بتخزين كميات قليلة من المنتجات التي قد يصل عددها إلى 50 أو 100 قطعة فقط.
ذلك بدوره يمنح الأسواق الكبيرة فرصة الحصول على العروض والخصومات وامتيازات كثيرة عند شراء الشحنات، مما يوفر لها فرص كبيرة في توفير المنتجات في فترة العروض بأسعار مخفضة قد تصل إلى ربع السعر الأصلي للمنتج.
كيف يكون العميل أذكى من الشركة حتى وإن كانت العروض والخصومات وهمية؟
توجد فئة من العملاء لديها القدرة على معرفة الأوقات التي يتوفر بها عروض حقيقة ويسارعون بشراء منتجاتهم في تلك الفترة، ولكي يتم الاستفادة من العروض والتمييز بين العروض الحقيقية والوهمية اتبع النقاط التالية:
- قارن بين سعر المنتج داخل الخصم وفي الأيام العادي، إذا كان هو نفس السعر فمن الأفضل ألا تقوم بالشراء وقم بالبحث عن المنتج في المواقع المخصصة لبيع ذلك المنتج فقط فهي تقوم ببيعه بخصومات حقيقة في فترة العروض.
- عند شرائك المنتجات لا تقوم بالدفع نقدي أو عند الاستلام ولكن قم بالدفع باستخدام البطاقات البنكية لأنها تمنحك نقاط يمكنك استخدامها كخصم في عمليات الشراء المقبلة.
- الشراء في الفترة التي توفر فيها المواقع والشركات كوبونات خصم على المنتجات لأنها تمنحك خصم إضافي على الخصم الموجود على المنتج.
كما أننا داخل موقعنا لشركة تاكي للمراتب نوفر لك الكثير من العروض والخصومات والامتيازات التي تجعلنا وجهتك الأولى أثناء فرش منزلك، لذلك قم بزيارة الموقع لمعرفة هل العروض والخصومات التي توفرها الشركات والمواقع الأخرى هي خصومات حقيقية أم وهمية.
يمكنك التواصل مع التوكيل الرسمي الان ومعرفه احدث العروض